الحمد لله الذي جعلك عند حسن ظني بك من تقبل النصح بقلب سليم من غير تعنت ولا تكبر فما أجمل وأنقى آخر سطرين من رسالتك الأخيرة ،،، كم أتمنى لو أن حوارنا الهاديء هذا واحترامنا ومحبتنا لبعضنا رغم اختلاف وجهات نظرنا أن يتعمم على جميع إخوتنا السوريين اليوم على اختلاف مللهم ونحلهم وأطيافهم

أرجو منك أن تقرأ مجددا أول رد لي على افتتاحيتك في 28 آب وستلمس أننا نستقي من مورد واحد بعيدا كل البعد عن الطائفية أو الرغبة في إقصاء الآخر مهما يكن ذاك الآخر فما أشبه ردك الأخير بما اقتبسه ههنا من مقالي في 28 آب:

Quote
أتمنى يا صديقي أن نتفق على المباديء الإنسانية البديهية على الأقل وإن اختلفت رؤيتنا للأمور فما حاجتنا للاجتماع بدلا من الفرقة والشتات في هذا الوقت العصيب لكي نحافظ على سورية التي نحبها جميعا، سورية التي هي لجميع السوريين وليست لفلان أو علان، سورية الحرة التي تحتضن كل أطياف أبنائها على اختلاف مشاربهم فتحبهم جميعا وترعاهم جميعا وتحفظ لهم دماءهم وأعراضهم وأموالهم وحرماتهم في ظل سيادة القانون الذي يجب أن يكون فعلا فوق الجميع ومستقلا على الجميع بلا استثناء
UnQuote

دعنا ننظر للحقيقة بكلتا العينين لا كما يصورها الإعلام السوري المنافق ولا كما يصورها كذلك الإعلام الخارجي المبالغ بل وربما المحرض أحيانا،، عندها ستجدني أتفق معك أن هناك بعض المتشددين من السذج أو الثائرين بعد قتل أحد أقربائهم أو انتهاك حرمة بيوتهم أو مساجدهم وقد تملكتهم بالفعل رغبة الانتقام فتحولوا إلى قتلة يسفكون دماء بعض أفراد الجيش والأمن والشرطة من غير تقص للحقائق ولا قضاء ولا محاكمة وقد تناسوا قوله عز وجل من قائل (( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)) فلا يحق لهم قتل أي فرد من الجيش أو الأمن من دون التحقق كلية قبل ذلك أن دم قتيلهم برقبة هذا الفرد الطاغي بعينه 100 % دون أدنى شك

ومن ناحية أخرى لو أنصفت في تحليل الأمور لاتفقت معي كذلك أن هناك أصنافا من الوحوش بلباس جيش أو أمن أو شبيحة يقنصون العزل في الطرقات وينتهكون حرمات البيوت عند آذان الفجر لاعتقال الرأي الآخر من فراشه ولعل زوجته وأطفاله من حوله مذعورون ذاهلون، وتراهم يدنسون حرمات المساجد بتكسيرها واقتحامها كما حدث في مسجد الرفاعي في ليلة السابع والعشرين من رمضان والكل عليه شاهد

إذن يا عقلاء النظام تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم بأن يرجع الجيش والأمن إلى ثكناته ويسمح بالتظاهر السلمي للتعبير عن الرأي الآخر بمنتهى الحرية من غير اعتقال ولا تعذيب ولكم منا عندئذ أن نسلم لكم بأيدينا كل متشدد ساذج أو منتقم ثائر يرفض الانتظار ليفصل القضاء العادل بدم قريبه،، ولتتم بعد ذلك انتخابات حرة نزيهة بمراقبة دولية وعربية ليختار الشعب مجلس نوابه وبلديته وحزبه الحاكم ورئيسه من غير تسلط ولا إجبار عندها سيرضخ الجميع لقرار الشعب السوري مهما يكن هذا القرار ما دام الاختيار حرا ،،، وصدقني أن لا حل في النهاية سوى هذا الحل وإلا فسوريتنا الجريحة ستسقط - حماها الله - في شفير حرب أهلية طاحنة تفتك بنا جميعا بكل طوائفنا ولن يسلم منها عندئذ أحد - نسأل الله العافية والحفظ لنا ولكل السوريين باختلاف مشاربهم

أما بالنسبة للرئيس فلتعلم أنه ليس لنا مشكلة مع طائفته العلوية الكريمة التي تشاركنا الألم والأمل والجراح والأنّات بل وربما لها النصيب الأكبر فقد ظلمت مرتين،، أما بالنسبة لشخصه فهنا تكمن المشكلة فالواقع يقول أنه إما مجرم سفاح يأمر زبانيته بسفك الدماء وانتهاك الحرمات فإذن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين هو وكل ومن والاه وأحبه ورضي بأفعاله الشنيعة ،، وإما أنه شخص ضعيف لا يملك من الأمر شيئا - وهذا أغلب الظن فيه - فقد سمعناه يأمر مرات كثر بلسانه ولسان مستشارته بأن لا يطلق أحد النار على متظاهر ثم تغرق سوريا كلها ببحر الدماء شهورا طويلة ،،، نراه يخاطب بعضا من مشايخ البلد بفطور رمضان أنه لم ولن تقصف مئذنة أو تنتهك حرمة مسجد ثم نرى الدبابات تدك المآذن ، ونرى الأمن والشبيحة يحطمون المساجد كالرفاعي وغيره،، فإن كان يأمر فلا يطاع وينهى فلا يستجاب له فالأجدر به التنحي لأننا لا نحتاج إلى رئيس عاجز في زمن الفتنة هذا وليصرح لمحبيه جميعا أنه عاجز عن ضبط رؤوس الفتنة ممن حوله من بطانته العفنة كي يهب مؤيدوه ومحبوه الصادقون ونهب نحن معهم أيضا لنصرته ونجدته فما أراه إلا ضحية قمع مثلنا مثله فلست أؤمن أن طبيبا مثقفا لطيفا راقيا كما عرفناه وعرفه العالم أجمع طيلة عشر سنين يمكن أن ينقلب بين ضحية وعشاها إلى وحش كاسر يسمح للشبيحة باستخدام سيارات الإسعاف لإطلاق الرصاص على المعارضين العزل ويسمح بخطف الجرحى من المستشفيات ليموتوا تحت التعذيب بعد تحطيم المشفى وتجهيزاته كاملة وهو الطبيب المداوي اللذي ما أظنه درس الطب إلا ليحي الجرحى لا ليقتلهم،،، والله أعلم

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه كي لا نزل بالشبهات فتزل قدم بعد ثبوتها،، ربنا احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت أحكم الحاكمين